أكد علي الخاجة، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مؤسسة حكومة دبي الرقمية، أن الذكاء الاصطناعي يعد أحد المسارات الرئيسة لتحقيق رقمنة الحياة في دبي، مشيراً إلى أن ذلك يأتي انطلاقاً من حرص الإمارة على تطبيق أحدث التقنيات لخدمة الإنسان، وتحقيق رؤيتها برقمنة الحياة في دبي من أجل تسهيل حياة الناس وتعزيز أركان الاقتصاد الرقمي الجاذب والفعال.
وقال لـ«البيان»: «إن المؤسسة تعمل على إطلاق مشاريع رائدة لتعزيز البنية التحتية الرقمية وتطوير السياسات والتشريعات الداعمة لاعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي بأمان وفعالية، بهدف خلق منظومة متكاملة تتيح تسريع الابتكار وتحويل دبي إلى بيئة جاذبة للمواهب والشركات العاملة في هذا المجال الحيوي.
وأضاف: إن الذكاء الاصطناعي يحظى باهتمام القيادة الرشيدة، حيث شكل إطلاق مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي محطة مفصلية نحو زيادة الاعتماد على هذه الحلول في تعزيز ريادة دبي العالمية وتكريس مكانتها موئلاً للإبداع والابتكار، والوصول بها لتكون دبي وحكومتها الأفضل في العالم في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي استعداداً للتحولات الجذرية القادمة في مختلف القطاعات.
وأوضح أن استراتيجية المركز نصت على ضرورة وجود فريق متخصص في الذكاء الاصطناعي في كل جهة حكومية بهدف تحسين الخدمات الحكومية، وذلك من خلال تدريب ألف موظف حكومي على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإطلاق 20 مشروعاً تجريبياً، وإبرام شراكة مع 20 شركة ناشئة متخصصة وصولاً إلى زيادة إنتاجية الموظفين الحكوميين بنسبة 20%.
وأشار إلى أن مؤسسة حكومة دبي الرقمية تشارك في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لهذه المبادرة عبر التعاون مع الجهات الحكومية المحلية والشركات العالمية الرائدة في مختلف المجالات، للاستعداد للاستفادة من التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع، بما ينسجم مع رؤية دبي الاجتماعية، لافتاً إلى أن دبي الرقمية تلعب دوراً فاعلاً في زيادة الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي وتطوير المهارات لدى فرق العمل على مستوى الهيئة والمجتمع.
وأكد التزام المؤسسة بتحويل دبي إلى تجربة منظمة وسهلة وفعالة للمواطنين والزوّار، موضحاً أن هذا التوجه دفع المؤسسة إلى تأسيس مختبر للذكاء الاصطناعي بالشراكة مع شركة «آي بي إم» وشبكة واسعة من الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص بهدف جعل الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من أنشطة المدينة وأنظمتها التشغيلية، واستكشاف مسارات جديدة لوضع مخطط لمستقبل جديد وواعد.
وقال: «لا بد من فهم الصورة الكبرى لعملية اتخاذ القرار في منظومة العمل الحكومي بالإمارة، والتي تتسم بالسرعة والكفاءة والدقة والمرونة»، مشيراً إلى أن دبي اليوم باتت مركزاً عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، والمؤسسة شريك فاعل في تعزيز مكانة ودور الإمارة عالمياً من خلال العمل والتنسيق المستمر مع الشركاء في مختلف المجالات، موضحاً أن اتخاذ القرار في جوهره يجب أن يتم استناداً إلى معطيات دقيقة ومدروسة، وهنا يأتي دور منظومات البيانات وتحليلاتها التي تضع أمام صناع القرار معطيات واضحة تمكنهم من اتخاذ القرار الصحيح.
وبيّن أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من منظومة العمل الحكومي في دبي، إذ يتم استخدامها لتحليل البيانات في الوقت الحقيقي، والتنبؤ بالاتجاهات، وتحسين كفاءة الخدمات الحكومية، وصولاً إلى تقديم خدمات مخصصة لكل متعامل، مضيفاً أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي اليوم تعد عنصراً مهماً من الخطط الحالية والمستقبلية وآليات العمل في جميع المؤسسات، الأمر الذي أسهم ويسهم في تعزيز الكفاءة الحكومية وتسهيل حياة الناس ودعم مرتكزات الاقتصاد الرقمي بما يعزز أجندة دبي الاقتصادية دي 33.
وأردف: المؤسسة لديها خطط وبرامج لتطبيق أحدث الأجيال من الذكاء الاصطناعي ولاسيما الجيل الجديد المتمثل في الذكاء الاصطناعي التوكيلي، باعتباره النظام الذي يشكل جوهر المدينة الذكية التي تشغل أنظمتها في تناغم وشمولية لخدمة الإنسان.